لقاء تحضيريا لإعطاء الانطلاقة لصيرورة إعداد برنامج عمل الجماعة بحضور الأطر الإدارية ورؤساء المصالح الجماعية، ومكتب الدراسات بيروك للاستشارات
طبقا لأحكام الظهير الشريف رقم 1-15-85 الصادر في 07 يوليوز المتعلق بتنفيذ القانون التنظيمي 113/14 المتعلق بالجماعات ولا سيما المواد 78 إلى 82 منه وتطبيقا لأحكام المرسوم التطبيقي 2.16.301 الصادر في 29 يونيو 2016 المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج عمل الجماعة وتتبعه وتحيينه وتقييمه واليات الحوار والتشاور لإعداده، عقد السيد رئيس المجلس الجماعي لجماعة فاس بتاريخ 08 يونيو 2022 بمقر الجماعة، لقاء تحضيريا لإعطاء الانطلاقة لصيرورة إعداد برنامج عمل الجماعة بحضور الأطر الإدارية ورؤساء المصالح الجماعية، ومكتب الدراسات “بيروك للاستشارات” المكلف بمواكبة الجماعة في عملية إعداد برنامج عمل الجماعة. حيث تم افتتاح هذا اللقاء بعرض تأطيري للسيد رئيس المجلس الجماعي، أكد من خلاله على اعتبار كل من رؤساء المصالح الجماعية ومكتب الدراسات فريقا واحدا، في صيرورة عملية الإعداد وذلك لكون رؤساء المصالح الجماعية قوة اقتراحية في مجالات تخصصاتهم بالقطاعات التي يترأسونها ويشرفون عليها، كما يجب أن يكون مكتب الدراسات منصتا لمقترحات الإدارة الجماعية حتى يتسنى بناء جسر الثقة بينهما باعتبارها مفتاح الوصول إلى برنامج عمل نوعي. كما أكد السيد الرئيس على أن عملية إعداد برنامج عمل الجماعة ترتكز على مرجعية معيارية، انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية، والتصريحات والبرامج الحكومية، والاستراتيجيات الوطنية، من تقرير النموذج التنموي الجديد، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والإستراتيجية الوطنية لإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في برامج التنمية، والميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، والخلاصات الوطنية حول الجهوية المتقدمة وتعميق مسلسل اللامركزية، إلى الاتفاقات الدولية المصادق عليها من طرف المملكة في مجالات التنمية وحقوق الإنسان والبيئة وحقوق المرأة والطفل و الأشخاص في وضعية إعاقة وغيرها، وخاصة إعلان الألفية من أجل التنمية المستدامة وأهدافها وتوصيات مختلف قمم الأرض حول البعد البيئي المستدام للتنمية. ومن أجل تنزيل سليم لبرنامج عمل الجماعة تطرق السيد الرئيس إلى أهمية المقاربة التشاركية التي تستلزم إشراك الساكنة والهيئات التشاورية وهيئة المساواة وتكافؤ الفرص وجمعيات المجتمع المدني ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، في جميع مراحل إعداد وتنفيذ وتتبع تقييم برنامج عمل الجماعة، مع إعطاء الأهمية القصوى لتمثيلية الساكنة ذات الأوضاع الهشة من نساء، أطفال، وذوي الإعاقة، والشباب، وذلك طبقا للمقتضيات الدستورية والقانونية والتنظيمية ذات الصلة.
وركز السيد الرئيس على كون زمن الولاية الانتدابية للمجلس الجماعي، يجب أن يكون زمنا للإنجاز والتحقيق، لبرامج ومشاريع وأنشطة، تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات ذات الأولوية للساكنة، بأفق ورؤية علمية واضحة للمجال الترابي كإطار للعيش المشترك، يؤمن تنمية مستدامة عادلة ومنصفة، عبر تثمين الإمكان البشري والإمكان الترابي وجعل الجماعة فاعلا تنمويا.
وفي ختام تدخله شدد السيد الرئيس على كون برنامج عمل الجماعة سيستهدف الوصول إلى جماعة عصرية مستجيبة لمتطلبات التنمية المستدامة، حتى تصير الجماعة مجالا للعيش المشترك، يتيح لساكنته ولوجا سلسا للخدمات الأساسية، ويشكل مركز جدب اقتصادي، وحاضنا وداعما ومستقطبا وممكنا لمختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمدنيين بالجماعة، من أجل تحقيق تنمية مجالية مستدامة منصفة وعادلة.
وبعد كلمة السيد رئيس المجلس الجماعي تناول الكلمة ممثل مكتب الدراسات “بيروك للاستشارات” وكذا مختلف رؤساء المصالح الجماعية مع التفاعل المستمر لرئيس المجلس الجماعي، حيث تم التأكيد على العناصر التالية:
– اقتراح تأطير عملية إعداد برنامج عمل جماعة فاس بشعار مركزي يهدف إلى استجابته للنموذج التنموي الجديد الذي أعد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي يشكل بوصلة للتنمية المستدامة، في بعدها الوطني من جهة، وفي بعدها المجالي والترابي من جهة أخرى، من أجل تنزيل نموذج تنموي جديد، تكون فيه الدولة والجماعات الترابية، المحرك والحاضن والداعم لإحداث نقلة نوعية في الفعل التنموي، حتى تصبح المجالات الترابية مركز جذب للاستثمار ومجالا لتحقيق العدالة المجالية، وضامنة لجودة ونجاعة التدبير العمومي، والاستثمار الأمثل للمؤهلات، و ترصيد و رسملة المنجزات، وضمان الإدماج و تكافؤ الفرص، من أجل تحقيق تنمية مجالية مستدامة.
– وان إقرار نموذج تنموي ترابي فعال يحقق تنمية مجالية مستدامة بناء على معطيات واقعية، يستلزم وبالضرورة إبراز المؤشرات التنموية للمجال، و تحديد مكامن القوة والضعف على مستوى : الموارد البشرية، البيئة، البنية التحتية والتجهيزات الأساسية، الأنشطة الاقتصادية، الخدمات الاجتماعية، وكذا الموارد المادية المتوفرة للجماعة.
وفي نهاية اللقاء أخد الكلمة السيد الريس ودعى إلى التعبئة الجماعية، ورفع وتيرة عملية الإعداد لضمان سرعة وفعالية الانجاز، دون السقوط في التسرع، مما يستلزم اعتبار كلا من الأطر الإدارية للجماعة ورؤساء المصالح بها ومكتب الدراسات فريقا واحدا منسجما في سيرورة إعداد “برنامج عمل جماعي” يشكل رافعة لتنمية مجالية ذكية مبدعة ومبتكرة، منوها بالروح الايجابية المتسمة بالحماس والجدية والعقلانية والمسؤولية والتي سادت هذا اللقاء التحضيري.