الندوة العلمية للمهرجان في موضوع (دور السماع في إشاعة قيم التآلف والمحبة الإنسانية)
انعقدت صباح يومه السبت 17 أكتوبر 2015 الندوة العلمية للمهرجان في موضوع (دور السماع في إشاعة قيم التآلف والمحبة الإنسانية) و قد شارك في تأطير هذه الندوة الأساتذة :
د. عبد الله الوزاني الشاهدي
ـ د. التهامي الحراق
ـ د. إدريس الفاسي
ـ د. عبد الإله بنعرفة
ـ الأستاذ مولاي على الريسوني.
ورقة الندوة : في موضوع :
((السماع وإشاعة قيم التآلفوالمحبة الإنسانية))
من الأقوال التي كانت حتى وقت قريب متداولة بين الناس قولهم : ((إذا كانت بلاد المشرق أرض الرسالات والأنبياء فإن بلاد المغرب هي أرض الزوايا والأولياء))؛ ويكفي للتدليل على وجاهة هذا القول استحضار أسماء كبار رجال الصوفية وأقطابهم من المغاربة مثل مولاي عبد السلام بن مشيش وأبي الحسن الشاذلي والجزولي والإمام البوصيري والسيد البدوي وأحمد التيجاني… أو ذكر أسماء الزوايا المغربية الرفيعة الشأن مثل الناصرية والدرقاوية والكتانية والصقلية والحراقيةوالوزانية وغيرها من الزوايا التي كانت وما يزال بعضها مراكز آهلة بـأهل الذكر والمسمعين وشعراء الصوفية.
ولعل أهم ما يميز التصوف المغربي عن غيره في بلاد المشرق هو عدم الإغراق في التفلسف، والتشبث بالعقيدة السنية، وإغاثة السائل والمحتاج،وتربية النشء، وفتح الزوايا في وجه الكبير والصغير والغني والفقير والقريب والغريب والمقيم وابن السبيل… مما جعل مجالس السماع خالصة لله والمحبة الإنسانية، وهذا ما وجد ترجمته في الأوراد الصوفية وعبرت عنه الأشعار المرتلة في مجالي السماع والمديح النبوي… لذلك ليس بغريب أن تعم هذه الزوايا ربوع المغرب في مدنه وقراه وجباله وصحرائه وتشيع المحبة وسط بعض القبائل المتناحرة، وأن تشق طريقها جنوبا نحو إفريقيا جنوب الصحراء وشرقا نحو شمال إفريقيا ومصر وليبيا والعراق والشام…
وما زالت تقاليد الغناء الصوفي المغربي (السماع) قادرة اليوم على إشاعة قيم التآلف ونشر رسالة المحبة الإنسانية بين جهات المغرب بما في ذلك صحراؤه، ولدى غير المغاربة من شعوب الأرض عن طريق تعداد فرص اللقاء،وفتح الزوايا، وتنظيم المهرجانات الوازنة، والمشاركة في المهرجانات الدولية، وطبع الكتب، وتعميم ثقافة السلم والمحبة.