الجامعة الأورو-متوسطية بفاس تعبير صريح عن رغبة المغرب في خلق مؤسسة للتعليم العالي وفق المعايير الدولية
يعكس إحداث الجامعة الأورو-متوسطية بفاس، التي أعطيت اليوم الاثنين الانطلاقة الرسمية للتكوين بها وبالمؤسسات الأولى التابعة لها، الرغبة التي تحذو المغرب في خلق مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي والتقني الذي يتماشى مع المعايير الدولية المعترف بها في هذا المجال.
وتعد هذه الجامعة، التي تحظى بالرئاسة الشرفية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤسسة ذات نفع عام معترف بها من طرف الدولة المغربية، كما أنها تحظى بدعم الاتحاد من أجل المتوسط و43 دولة من أعضائه.
وانبثق مشروع إحداث هذه الجامعة من مبادرة سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2012، حين تقرر إحداث هذه الجامعة حتى تساهم في تطوير أواصر الاندماج الجهوي بالفضاء المتوسطي.
وتروم هذه المؤسسة الجامعية تشجيع الحوار بين الثقافات، وتكريس التبادل والتعاون في المجال الأكاديمي داخل الفضاء الأورو-متوسطي الغني والمتنوع في انتماءاته ومشاربه الحضارية والفكرية، مع توفير تأطير علمي لطلبة ينتمون لبلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء.
وتتميز هذه الجامعة بتوفير مستوى عالي في التكوين والبحث، وفق معايير عالمية لتمكين خريجيها من الحصول على شهادات وطنية وأجنبية من طرف الجامعات الشريكة، وذلك من خلال تشجيعهم على الانتقال بين الجامعات وتنسيق برامج التخرج ودعم فرص التدريب والاندماج.
وبالإضافة إلى طابعها الجهوي ستساهم هذه الجامعة في تطوير وتيسير الاندماج الجهوي، كما تهدف إلى دعم وتعزيز الحوار بين الثقافات من خلال توسيع الشراكات الأكاديمية وتوفير تأطير علمي للطلبة من طرف كفاءات وطاقات بشرية من شمال وجنوب الفضاء المتوسطي.
أما في ما يخص مناهج التدريس والتكوين البيداغوجي بهذه الجامعة فقد تمت بلورة هذه المناهج بشكل داخلي أو في إطار شراكات مع مؤسسات للتعليم العالي من الفضاء الأورو-متوسطي، وذلك بهدف اعتماد التكوين في إطار الشواهد المزدوجة المعترف بها من طرف المغرب ودول المؤسسات الشريكة.
وعلاوة على طابع التميز الذي يحظى به مجال التكوين والبحث في هذه الجامعة فإنها تمكن طلبتها والباحثين فيها من الاستفادة من خمسة ركائز أساسية تتمثل في التعدد اللغوي والتعدد الثقافي وروح المبادرة المقاولاتية والحركية الدولية واستعمال التقنيات الرقمية.
كما تروم هذه الجامعة تقديم تعليم يغطي مختلف قطاعات وميادين المعرفة ويمكن من تنويع التكوين ومواءمته مع الحاجيات خاصة في مجالات الطاقات المتجددة والطيران وصناعة السيارات وتهيئة وإعداد التراب واللغات والموارد البحرية وتاريخ الحضارات الأورو-متوسطية والدبلوماسية، بالإضافة إلى الاقتصاد وغيرها.
وتضع الجامعة رهن إشارة الطلبة والباحثين مجموعة من التخصصات على شكل أقطاب منها الهندسة والهندسة المعمارية (الميكانيك والهندسة الكهربائية ونظم الإعلام والتواصل والهندسة البيئية والهندسة المعمارية والتعمير) ثم قطب العلوم الإنسانية والاجتماعية (قانون الأعمال والعلاقات الدولية والقانون المقارن والتدبير) بالإضافة إلى قطب البحث والابتكار الذي يتكون من مركزين أحدهما في مجال الهندسة والثاني في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وقد شرعت الجامعة في استقبال طلبتها الأوائل خلال الموسم الدراسي الحالي، وذلك في مقرات مؤقتة بفاس، وستفتتح ابتداء من سنة 2016 الشطر الأول من الحرم الجامعي المصمم وفق أفضل المعايير الدولية.